سرطان الثدي: الوقاية والعلاج لمستقبل أفضل

سرطان الثدي: الوقاية والعلاج لمستقبل أفضل


سرطان الثدي هو سرطان يصيب بشكل رئيسي النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 50 عامًا. بناءً على نوع سرطان الثدي ومرحلته، يتم النظر في علاجات مختلفة. بدءًا من سن الخمسين، يجب إجراء تصوير شعاعي للثديين مع تصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن هذا النوع من السرطان.
يُعد سرطان الثدي السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء، حيث يصيب امرأة واحدة من كل ثماني نساء. إنه سرطان يتمتع بمعدل شفاء مرتفع بفضل الفحص المنظم والتقدم في العلاجات.

ماهو سرطان الثدي؟

ينتج سرطان الثدي عن تكاثر غير منتظم للخلايا في الثدي. قد تبقى هذه الخلايا السرطانية في الثدي،ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة.
✓يمكن أن يصيب سرطان الثدي الرجال أيضاً، لكنه نادر جداً (حوالي 1٪ من حالات سرطان الثدي).

أعراض سرطان الثدي 

تشمل أعراض سرطان الثدي:

• ظهور كتلة أو سماكة في الثدي، غالبًا دون ألم.

• قد يحدث تغيير في مظهر الأبحلمة أو الجلد المحيط بها (الهالة)

• يمكن أن تتغير لون جلد الثدي حيث يظهر ورديًا أو أحمر عند ذوات البشرة البيضاء بينما يبدو داكنًا أكثر أو أحمر أو ورديًا عند ذوات البشرة البنية والداكنة.

• قد يطرأ تغير على حجم الثدي أو شكله أو مظهره.

• تحدث تغيرات في جلد الثدي مثل ظهور نقرات في الجلد أو يصبح ملمسه كقشر البرتقال.

• قد يظهر تقشر أو تسوف أو تندب أو تقشف في جلد الثدي.

• إفرازات غير طبيعية أو دموية من الحلمة.

✓ الوعي واليقظة تجاه الأعراض والعلامات المبكرة لسرطان الثدي يمكن أن ينقذا حياتك، فالكشف عن المرض في مراحله الأولى يتيح مجموعة واسعة ومتنوعة من العلاجات، مما يزيد بشكل كبير فرص الشفاء التام.
على الرغم من أن معظم الكتل المكتشفة في الثدي ليست خبيثة، إلا أن العلامة المبكرة الأكثر شيوعًا للإصابة بسرطان الثدي لدى النساء والرجال هي ظهور كتلة أو تكثف في نسيج الثدي، وغالبًا ما تكون هذه الكتلة غير مؤلمة.

أسباب الإصابة بسرطان الثدي 

أسباب الإصابة بسرطان الثدي متعددة، وبعضها قد يكون خارج عن سيطرة الشخص. العوامل الشائعة التي تزيد من خطر الإصابة تشمل:

لعوامل الوراثية: وجود طفرات في جينات BRCA1 وBRCA2 يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

*التاريخ العائلي: إذا كان هناك أفراد في العائلة مصابون بسرطان الثدي، فإن خطر الإصابة يزيد.

 *العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي مع التقدم في العمر. حوالي ثلاثة أرباع حالات سرطان الثدي تصيب النساء اللاتي يبلغن من العمر 50 عامًا أو أكثر.
لهذا السبب، تُدعى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و69 عامًا، كل سنتين، لإجراء فحص مجاني، تنظمه السلطات.

*الهرمونات: استخدام العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.

*التعرض للإشعاع: التعرض للإشعاع في منطقة الصدر يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

*السمنة: زيادة الوزن والسمنة، خاصة بعد انقطاع الطمث، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة.

*نمط الحياة: عدم ممارسة النشاط البدني، تناول الكحول بكميات كبيرة، والتدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.

*الدورة الشهرية المبكرة وانقطاع الطمث المتأخر: بدء الدورة الشهرية قبل سن 12 أو انقطاع الطمث بعد سن 55 يزيد من فترة التعرض للهرمونات الأنثوية، ما يزيد من خطر الإصابة.

*الإنجاب والعوامل الإنجابية: الإنجاب لأول مرة بعد سن 30، وعدم الإنجاب، أو الرضاعة الطبيعية لفترة قصيرة قد يزيد من الخطر.

تُعتبر بعض هذه العوامل غير قابلة للتغيير، ولكن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

تشخيص سرطان الثدي

تشخيص سرطان الثدي يتم من خلال عدة مراحل تشمل:

الفحص الذاتي والفحص السريري:

تقوم المرأة بفحص ثدييها بشكل دوري لاكتشاف أي تغييرات غير طبيعية. يليه فحص سريري، يقوم اختصاصي الرعاية الصحية بفحص الثديين بدقة للتحقق من وجود أي تغييرات غير طبيعية في الجلد أو الحلمة. يتم فحص الثديين يدويًا للتحسس من وجود أي كتل محتملة. بالإضافة إلى ذلك، يتحسس الاختصاصي منطقة عظم الترقوة وحول الإبطين للتحقق من وجود أي كتل غير طبيعية في هذه المناطق.

التصوير الشعاعي للثدي (الماموجرام):

تصوير الثدي بالأشعة هو إجراء يستخدم الأشعة السينية لفحص نسيج الثدي، ويُعتبر أداة شائعة للكشف عن سرطان الثدي. في حال أظهرت الصورة الشعاعية الأولية أي علامات مقلقة، يمكن إجراء تصوير ثدي إضافي لتفحص المنطقة المحددة بدقة أكبر. يُطلق على هذا الفحص التفصيلي "تصوير الثدي التشخيصي"، ويُستخدم بشكل خاص لفحص الثديين عن قرب للحصول على تفاصيل دقيقة.

التصوير بالموجات فوق الصوتية:

يَستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) الموجات الصوتية للحصول على صور للأجزاء الداخلية من الجسم، بما في ذلك الثديين. يوفر هذا الفحص معلومات هامة لفريق الرعاية الصحية حول طبيعة الكتلة الموجودة في الثدي، مثل ما إذا كانت الكتلة صلبة أو كيسة مملوءة بالسائل. بناءً على هذه المعلومات، يمكن لفريق الرعاية الصحية تحديد الفحوصات الإضافية التي قد تحتاجين إلى إجرائها.

التصوير بالرنين المغناطيسي:

تستخدم أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي مجالات مغناطيسية وموجات راديوية للحصول على صور تفصيلية للداخل الجسم. يمكن لتصوير الثدي بالرنين المغناطيسي أن يوفر صورًا أكثر وضوحًا للثدي، ويُستخدم أحيانًا للكشف عن مناطق أخرى قد تحتوي على سرطان في الثدي المصاب أو للبحث عن السرطان في الثدي الآخر. غالبًا ما تُحقن المريضة بصبغة قبل الفحص، مما يساعد على تحسين وضوح الأنسجة في الصور.

الخزعة:

الخزعة هي إجراء يُسحب فيه عينة من الأنسجة لفحصها في المختبر. يتم ذلك عن طريق إدخال إبرة عبر الجلد إلى نسيج الثدي بواسطة اختصاصي الرعاية الصحية. يتم توجيه الإبرة باستخدام صور مُلتقَطة بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية أو أي نوع آخر من التصوير. عند وصول الإبرة إلى المكان المطلوب، تُستخدم لسحب عينة من نسيج الثدي. عادةً ما تُوضع علامة في مكان أخذ العينة، وتظهر هذه العلامة المعدنية في الفحوصات التصويرية اللاحقة، مما يساعد فريق الرعاية الصحية على مراقبة المنطقة المعنية.

فحص الخلايا في المختبر:

تُرسل عينة الأنسجة المأخوذة من الخزعة إلى المختبر لتحليلها. يمكن أن تكشف الفحوصات ما إذا كانت خلايا العينة سرطانية أم لا، وتوفر معلومات حول نوع السرطان وسرعة نموه. تقدم الفحوصات المتخصصة تفاصيل إضافية عن الخلايا السرطانية، مثل البحث عن مستقبلات الهرمونات على سطح الخلايا. يستخدم فريق الرعاية الصحية نتائج هذه الفحوصات لتطوير خطة علاجية مناسبة.

مراحل سرطان الثدي:

تُحدد مرحلة سرطان الثدي بناءً على مجموعة من الخصائص، مثل حجم الورم ومدى انتشاره في الأنسجة المحيطة أو الأعضاء المجاورة. تتضمن مراحل سرطان الثدي ما يلي:

*المرحلة الصفرية (سرطانة القنوات الموضعية): تقتصر الخلايا السرطانية على موضع نشأتها دون انتشارها إلى الأنسجة المجاورة.
*المرحلة الأولى: قد يصل حجم الورم إلى 2 سم، وقد تنتشر بعض الخلايا السرطانية إلى عدد قليل من العقد اللمفاوية القريبة.
*المرحلة الثانية: يزداد حجم الورم ليصبح بين 2 و5 سم، وقد ينتشر أو لا ينتشر إلى العقد اللمفاوية القريبة.
*المرحلة الثالثة: يتراوح حجم الورم في هذه المرحلة بين 5 سم أو أكبر، وقد يكون السرطان قد امتد إلى عدد أكبر من العقد اللمفاوية وربما اخترق الجلد وجدار الصدر.
*المرحلة الرابعة: تُعد هذه المرحلة الأخيرة حيث ينتشر السرطان خارج الثدي إلى أجزاء بعيدة من الجسم مثل العظام، الرئة، الكبد، أو الدماغ، ويُطلق عليه سرطان الثدي المنتشر أو النقيلي.

أنواع سرطان الثدي 

معرفة نوع سرطان الثدي لدى المريضة تُعد أمرًا حاسمًا في اختيار خطة العلاج المناسبة. يُصنف سرطان الثدي إلى خمسة أنواع رئيسية حسب مكان وجوده، مثل تلك التي تظهر في قنوات الحليب أو الأنسجة الضامة، ومدى انتشاره.يتمكن الطبيب المختص من تحديد نوع السرطان من خلال سحب عينة من الورم وتحليلها، أو باستئصال الورم كاملاً. تعتبر خطوة تحديد نوع السرطان أساسية لتمكين الطبيب من اختيار العلاج الأنسب للحالة.

كما ذكرنا، يتحدد نوع سرطان الثدي بمكان وجوده ومدى انتشاره. يمكن تصنيف سرطان الثدي إلى خمسة أنواع مختلفة. 

سرطان الأقنية

ينمو سرطان الأقنية داخل قنوات الحليب في الثدي، وهو نوع غير شائع ولا يُعد مهددًا للحياة بشكل مباشر. ومع ذلك، يزيد وجوده من فرص الإصابة بأنواع أخرى من سرطان الثدي. قد يعود المرض بعد العلاج في بعض الحالات بعد 5-10 سنوات من التشخيص، حيث تصل نسبة عودته إلى 30%.

بين السيدات اللاتي يكتفين باستئصال الورم دون تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، تصل نسبة عودة المرض إلى 25%-30%. في المقابل، تقل نسبة عودة الورم إلى 15% في حالة خضوعهن للعلاج بعد العملية.

غالبًا لا تلاحظ المصابات بسرطان الأقنية أي أعراض، ويتم اكتشاف الورم عن طريق الماموجرام. في حال ظهور الأعراض، قد تشمل وجود كتلة في الثدي أو تسرب السوائل منه.

سرطان الأقنية المنتشر

يُعد سرطان الأقنية المنتشر أكثر أنواع سرطان الثدي شيوعًا. يبدأ في قنوات الحليب وينتشر إلى أنسجة الثدي، وقد يمتد إلى أماكن أخرى في الجسم. يصيب هذا النوع غالبًا النساء فوق سن 55، لكنه يمكن أن يصيب النساء الأصغر سنًا وأحيانًا الرجال.

سرطان الثدي الالتهابي

سرطان الثدي الالتهابي هو نوع نادر وعدواني من سرطان الثدي، إذ يشكل 1% فقط من جميع الحالات. تبدأ أعراضه باحمرار وانتفاخ الثدي، مع سخونة شديدة نتيجة منع الخلايا السرطانية للغدد اللمفاوية من العمل بكفاءة. تتطور أعراضه بسرعة كبيرة، وقد تتفاقم في غضون أيام أو ساعات.

 سرطان الثدي المنتشر

في هذا النوع، تنتشر الخلايا السرطانية من الثدي إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل العظام، المخ، الكبد، والرئة. يعود السبب في ذلك إلى قدرة الخلايا السرطانية على الانتقال عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي.

قد يعود سرطان الثدي المنتشر في أي مكان في الجسم بعد شهور أو سنوات من التشخيص. حتى بعد الانتشار، تظل منشأة الورم الثانوي خلايا سرطان الثدي. تختلف الأعراض بناءً على مكان الإصابة، ففي العظام قد يظهر ألم مفاجئ في الظهر أو الرقبة، بينما في الرئة تشمل الأعراض صعوبة في التنفس أو الكحة. في الكبد، يتم اكتشاف المرض عادةً من خلال تحليل وظائف الكبد، وقد تظهر أعراض مثل اصفرار العينين أو تورم القدم.

قد ينتشر سرطان الثدي إلى المخ بنسبة 15% من الحالات، وغالبًا ما يكون الانتشار بعد إصابة أعضاء أخرى كالعظام أو الكبد أو الرئة. ومع ذلك، ينتشر بنسبة 17% إلى المخ فقط.

سرطان الثدي عند الرجال

إصابة الرجال بسرطان الثدي نادرة جدًا، حيث تشكل أقل من 1% من الحالات. تظهر الأعراض عادةً كألم في حلمة الصدر، أو كتلة في الثدي، أو تسرب سائل شفاف أو دم من الحلمة.


 



تعليقات